الأربعاء، مايو 21، 2008

من الغربة والإنفصال إلى العلم والإتصال

يعيش المرء عمره فى غربته و إنفصاله يتنقل فى دهاليز الحياة تأخذه يمينا ويسارا ضعيفا مخلوطا بالخوف والرهبة والحذر من كل شىء لا يشعر بمعنى لوجوده ولا أمان فيتصرف بيأس أو جهل أو يفترسه نهم المحسوسات الجسدية من حلال او حرام ... كل من حوله يزول و ينتهى والوقت قصير وهذا حالنا جميعا فى غربتنا داخل أنفسنا ... ولكن إلى متى ؟!
إلى أن يمن الله فنبصر أن هناك فى الكون من لا يفنى ولا يموت ولا ينام وكل من هم دونه يفنون ويموتون وينامون !! فيدرك العقل أنه من الذكاء أن يكون الله هو محور الأهتمام والفكر لأنه فى هذا الفناء المحيط بالكون هو وحده الباقى بل فى الحقيقة هو الذى أوجد الحياة !! وأوجد الغربة !! وأوجد الموت ... فمن أنت يا ألله !! وكيف لا أعرفك وأنت رب العلمين ؟! كيف لا أعرف الله !! بل أعرفه ... هو.. هو.. هو ... أنتظر قبل أن تسأل من هو الله هل تعرف من أنت ؟؟!

السبت، مارس 29، 2008

الإنسان والحياة


الوعى بالذات والأخرين والمستقبل من سمات الحياة الإنساتية … فالإنسان يعى أن له حياة منفصلة عن حياة الكون وحياة الخلائق .. يعى أن عمره قصير على الأرض يعى أنه جاء إلى الحياة بغير إرادته وسيذهب عنها بغير إستئذانه , وسيموت عاجلا أو أجلا أمام أحبائه فلا يستطيعون له شيئا , وسيموت أحبائه أمام عينيه فلا يستطيع لهم شيئا … هذا الوعى الواقعى هو الغربة بكل معانيها أمام قوى الطبيعة والمجتمع
هذه الغربة تجعل الوجود سجنا لا يمكن إحتماله , يتحول فيه الإنسان إلى الوحدة والجنون مالم يحرر نفسه من هذا السجن ويرتبط بالبشر ويتصل بالعالم الخارجى وبالكون … هذا ما يسميه علماء النفس والفلسفة ( تجربة الغربة أو الإنفصال ) وهى تجربة توقظ القلق بل هى مصدر كل أنواع القلق لأن هذا الإنفصال أو الإنقطاع يجعله غير قادر على الحياة وغير قادر على ممارسة قدراته كإنسان عاجز عن الإمساك بالعالم أو الأشياء أو الناس وغير قادر على ممارسة نشاطه … ليتحول الإنسان إلى ضعف مخلوط بالهزيمة ويشعر بالعار والذنب ويعيش يتوقع الهجوم عليه والرعب من عالم لم يعد يراه أو يشعر به
من هنا يتولد لدى الإنسان – كما يقول علماء النفس – أعمق إحتياجاته وهى حاجته للتغلب على غربته و إنفصاله ويحاول أن يجد طريقة للإتصال بالكون والأخرين