السبت، مارس 29، 2008

الإنسان والحياة


الوعى بالذات والأخرين والمستقبل من سمات الحياة الإنساتية … فالإنسان يعى أن له حياة منفصلة عن حياة الكون وحياة الخلائق .. يعى أن عمره قصير على الأرض يعى أنه جاء إلى الحياة بغير إرادته وسيذهب عنها بغير إستئذانه , وسيموت عاجلا أو أجلا أمام أحبائه فلا يستطيعون له شيئا , وسيموت أحبائه أمام عينيه فلا يستطيع لهم شيئا … هذا الوعى الواقعى هو الغربة بكل معانيها أمام قوى الطبيعة والمجتمع
هذه الغربة تجعل الوجود سجنا لا يمكن إحتماله , يتحول فيه الإنسان إلى الوحدة والجنون مالم يحرر نفسه من هذا السجن ويرتبط بالبشر ويتصل بالعالم الخارجى وبالكون … هذا ما يسميه علماء النفس والفلسفة ( تجربة الغربة أو الإنفصال ) وهى تجربة توقظ القلق بل هى مصدر كل أنواع القلق لأن هذا الإنفصال أو الإنقطاع يجعله غير قادر على الحياة وغير قادر على ممارسة قدراته كإنسان عاجز عن الإمساك بالعالم أو الأشياء أو الناس وغير قادر على ممارسة نشاطه … ليتحول الإنسان إلى ضعف مخلوط بالهزيمة ويشعر بالعار والذنب ويعيش يتوقع الهجوم عليه والرعب من عالم لم يعد يراه أو يشعر به
من هنا يتولد لدى الإنسان – كما يقول علماء النفس – أعمق إحتياجاته وهى حاجته للتغلب على غربته و إنفصاله ويحاول أن يجد طريقة للإتصال بالكون والأخرين

ليست هناك تعليقات: